من أكثر المرضى شهرة في العالم والذي بسبب مرضه تمكن العلماء من اكتشافات هامة في مجال علم النفس
هو المريض HM أو هنري موليسن Henry Molaison فلماذا؟
أصيب هنري وهو طفل بحادثة ونجم عنها فيما بعد أنه أصيب بالصرع و نوبات هلوسة نتج عنها تدهور حالته وعدم القدرة على استكمال دراسته
لذا قرروا إجراء عملية له وكانت معروفة سابقاً وهي إزالة أجزاء من الدماغ
قام الدكتور سكوفيل بإزالة منطقة تسمى الهيبوكامبوس hippocampus وهو جزء من منطقة في الدماغ تعرف بالجهاز اللمبي ولها دور في تشكل وتطور المشاعر بالإضافة إلى وظائف أخرى ولكن في ذلك الوقت لم تكن معروفة بالضبط
تم إزالة الهيبوكامبوس كلياً من دماغ HM أو هنري
النتيجة أنه تحسنت الوظائف الحركية لديه وكذلك اختفت نوبات الصرع وعاد إلى نشاطه الطبيعي أي تعافى تماماً
لكن فوجئ العلماء بحدوث مشكلة من نوع آخر لهنري وهي عدم القدرة على تذكر او تشكيل ذاكرة للأشياء التي يمارسها أو تعترضه فعلى سبيل المثال قد ينس خلال أقل من دقائق معدودة أن تناول وجبة الطعام
بسبب ذلك تحول المريض هنري إلى أحد أشهر المرضى الذين تم دراستهم من قبل مايقارب 100 عالم وطبيب نفسي وتم نشر مايقارب أكثر من 10000 آلاف بحث علمي حوله
حيث تم التوصل إلى أن الهيبوكامبوس يلعب دور هام في تشكل الذاكرة عند الإنسان
وأن الذاكرة هي قسمين قصيرة وطويلة الأمد وأن هناك مناطق مختلفة في الدماغ مسؤولة عن كل نوع
كما توصل الباحثون إلى وجود نوع من الذاكرة العملية Procedural memory أي مسؤولة عن القدرة على التعلم وتذكر كيفية القيام بالشئ
وفي الحقيقة أن هذا النوع من الذاكرة لم يتأثر بالعملية التي قام بها هنري (وعادة تزداد قوة تلك الذاكرة بالتكرار والتمرين على فعل الشيء) أي استطاع هنري بالتمرن على بعض الأمور مثل قيادة الدراجة أن يستطيع تذكر كيفية القيام بذلك
وتم التوصل ان مناطق اخرى من الدماغ مثل جذع الدماغ هي المسؤولة عن هذا النوع من الذاكرة
أما النوع الآخر ويسمى declarative وهو يتعلق بتذكر الأسماء والتواريخ وغير ذلك فهذه فقدت تماماً عند المريض هنري
توفي في 2008 وبعد وفاته تم أخذ دماغه وتقسيمه إلى 200 قسم والأبحاث مستمرة حول أعظم دماغ مرضي ساعد العلماء على فهم جزء ولو بسيط جداً من كيفية وماهية الذاكرة عند الإنسان
دمتم بخير وعافية