الفوسفور الأبيض تم اكتشافه بمحض الصدفة عام 1699عن طريق العالم الكيميائي الألماني  Hennig Brandt وذلك أثناء حرق لعينة من بوله في تجربة كيميائية كان يقوم بها ولم يكن يعرف حينها خواصه بالضبط. وبعد 100 عام من اكتشافه تم معرفة المزيد عن خصائصه وبدأ استعماله في مجالات وأهمها كانت في أوائل القرن 19 حيث اكتشف أن إضافة الفوسفور الأبيض في صناعة أعواد الثقاب يحسن من سرعة اشتعالها.

كانت تلك الصناعة تقوم بشكل كبير على جهد الفقراء الذين كانوا يقومون بالتصنيع بدون وسائل حماية وهذا أدى إلى ظهور حالات كثيرة مما يعرف بالفك الفوسفوري phossy jaw حيث يترافق ذلك بظهور تقرحات شديدة وانتانات في الفم تؤدي إلى تنخر عظام الفك وفقدانه كلياً. أدى ذلك إلى تشوهات كثيرة حيث كان يتم استئصال الفك المتنخر عند العاملين في تصنيع أعواد الثقاب. وتم إيقاف استخدامه لذلك الغرض.

ثم استخدم في بعض الجرائم وكذلك في الحروب وبدأت مطالبات بتحريم استعماله بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى نظراً للحروق الشديدة والمؤلمة جداً التي يتسبب بها.

الفوسفور الأبيض هو مادة بيضاء شمعية القوام لها لون مائل للصفرة وله رائحة تشبه رائحة الثوم وهو سريع الإشتعال بمجرد تماسه مع الأوكسجين في الهواء وينتج عنه دخان أبيض كثيف كما يتميز بانتشاره على شكل” المطر” أثناء اشتعاله ويتسبب بحرارة تصل إلى 1500 فهرنهايت وضوء ساطع أبيض أو ضوء لامع مخضر (في الظلام) ولذلك سمي بالعنصر الشيطاني. يتسبب بحروق شديدة تصل إلى العظام ويرتبط بنسبة عالية من الوفيات 

تحدث الحروق بسبب حرارة الاحتراق الكيميائي وتآكل النسج الناتج عن تشكل حمض الفوسفورالحارق في مكان الحرق. كما أن التصاقه بالملابس والجلد يتسبب بحروق حرارية. 

الفوسفور الأبيض: العنصر الشيطاني والفك الفوسفوري؟

Post navigation


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page