1- منذ بداية الوباء كان هناك افتراحات ونظريات حول أن اللقاحات التي يأخذها الأطفال في الصغر وسأسميها كذلك للتبسيط, قد يكون لها دور في الحماية من الإصابة الشديدة من الكوفيد
ثم ظهرت دراسات سريرية تدعم ذلك
الدراسة التي نشرت مؤخراً تبين أن اللقاحات التي تؤخذ في الصغر وكما هو معروف تحدث مناعة طويلة الأمد ضد الإصابة بالسعال الديكي والكزاز والنكاف والحصبة الألمانية وغيرها
هذه المناعة طويلة الأمد مسؤول عنها خلايا الذاكرة من نمط T
هذه الخلايا أيضاً تبين بالتجربة أنها تستطيع التصدي للفيروس المسبب للكوفيد cross reactivity
كما أن الأشخاص الذين تم تلقوا تلك اللقاحات في الصغر هم أقل عرضة للإصابة الشديدة بنسبة 32-38% للقاح MMR وبنسبة 20-23% بالنسبة للقاح Tdap
Tdap (Tetanus, Diphtheria, Pertussis) Vaccine
MMR measles, mumps, and rubella vaccine
2- يعتبر الشكل المتحور للفيروس المسبب للكوفيد دلتا هو الأوسع انتشار حالياً ولكن هل يكفي اللقاح أمام المتحور دلتا؟
اللقاح يقلل نسبة الإصابة بالكوفيد ولكن لايمنعها بشكل نهائي أي أن الأشخاص الذين أخذوا جرعتين من اللقاح معرضين للإصابة ولكن بصورة أقل (تقريباً أقل ب 3 أضعاف) من غير الملقحين
كما أن كمية الفيروس في التجويف الأنفي عند الشخص الملقح وغير الملقح وبالنسبة للمتحور دلتا تكون كمية كبيرة ولكن هي أقل عند غير الملقحين وهذا يعني أنه حتى عند أخذ جرعتين من اللقاح يجب ارتداء الماسك في الأماكن المزدحمة والتي لايمكن المحافظة فيها على مسافة التباعد
من الجدير بالذكر أن هناك بعض الدول التي رفعت القيود بشكل كامل وأخرى بشكل جزئي ولكن لنعرف اهمية وضرورة تزامن اللقاح مع ارتداء الماسك مثلاً, لو اخذنا مثال عدد الإصابات المتسارع والكبير في أميركا بالمقارنة مع ألمانيا مع أن كلاهما يواجهان نفس المتحور
السبب في تباين تأثير دلتا بين الدولتين هو في اجراءات الوقاية التي تتخذها ألمانيا والتي تتلخص ب:
1- الإستمرار بارتداء الماسك وهو إجباري في الأماكن العامة وخاصة الماسك الجراحي
2- اجراء اختبارت بشكل دوري لتقصي وجود الفيروس وهذه الإختبارات متوفرة للجميع وبشكل واسع
3- عدم السماح بالدخول للأماكن العامة والمطاعم والمقاهي إلا ببعض الإجراءات مثل اختبار PCR سلبي خلال 24 ساعة- أخذ جرعتين من اللقاح مع إبراز الدليل على ذلك- استخدام تطبيقات على الموبايل تحتم على الأشخاص إدخال البيانات الخاصة بهم وذلك لتقصي حالات الإصابة في حال ظهورها
لكن مالذي يجعل دلتا أسرع انتشاراً من الأشكال المتحورة السابقة وأكثر إثارة للقلق
1- قدرتها على مقاومة اللقاحات بشكل جزئي ولكن مع ذلك لازلنا محظوظين أن اللقاحات لم تفقد فعاليتها بشكل كامل كما أنها لاتزال توفر حماية بشكل كبير من الإصابة الشديدة والوفيات
2- إن كمية الفيروس التي تتواجد بالتجويف الأنفي أكبر بكثير من الأشكال المتحورة السابقة
3- قدرة الفيروس على الإرتباط بالخلية وسرعة دخوله لها أكبر من الأشكال الأخرى
دخول الفيروس يعتمد على شقين:
الأول ارتباط البروتين الشوكي للفيروس بمستقبل خاص على سطح الخلية وهو ACE2
ثم في المرحلة التالية يجب أن يتم انقسام هذا البروتين الشوكي والتحامه بغشاء الخلية
الذي يحدق في المتحور دلتا أن التغير الذي حصل في البروتين الشوكي يجعل عملية الإنقسام أسرع أي أنه مهيأ بشكل أفضل وأسهل ليتم انقسامه
أحد هذه المتغيرات التي تسهل ذلك هي التغير في الحمض الأميني P681R
ملاحظة: يتم انقسام البروتين الشوكي بواسطة نوعين من البروتينات الهامة الموجودة بشكل طبيعي على غشاء الخلية وأهمها Furin and TMPRSS2
الدراسة في الرابط 1
الرابط 2
دمتم بخير وعافية